1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (99.1k نقاط)
 
أفضل إجابة

ما حقيقة الإيمان وأقسامه عند أهل السنة

حقيقة الإيمان أنه مركَّب من قول وعمل، فالقول نوعان: قول القلب؛ أي الاعتقاد، وقول اللسان؛ أي التكلم بكلمة الإسلام. وكما ينقسم العمل إلى قسمين: عمل القلب، وهو إخلاص نيته ، وعمل الجوارح، فإن زالت تلك الأربعة زال الإيمان كله، وإن زال تصديق القلب لم تنفع باقي الأجزاء، لأن تصديق القلب يعد شرطًا في اعتقادها وأنها نافعة، وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا هو مكان المعركة بين الْمُرْجِئَة وأهل السُّنة؛ حيث يجمع أهل السنة على زوال الإيمان، فلا ينفع التصديق مع ذهاب عمل القلب،  مثلما لم ينفع إبليسَ، وفرعونَ، وقومَ فرعون، واليهودَ، والمشركين ممن كانوا يعتقدون بصدقَ رسول الله، ويُقِرُّون به سرًّا وجهرًا، قتلراهم يقولون: هو ليس بكاذب، ولكن لا نَتَّبِعُه ولا نؤمن به.

فإن كون الإيمان يزول بزوال عمل القلب، فغير مستغرب أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، خاصة إن كان معه عدم محبة القلب وانقياده، والذي هو ملزِم لعدم التصديق الجازم، حيث يلزم من عدم طاعة القلب أن لا طاعة بالجوارح؛ فلو أطاع وانقاد أطاعت الجوارح، ويلزم من عدم طاعته عدم التصديق المستلزِم لهذه لطاعة، وههذه حقيقة الإيمان، فهو ليس التصديق المجرد، وإنما التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وكذلك الهُدى ليس مجرد معرفة الحق وتبيينه، إنما معرفته المستلزِمة لاتباعه، وإن سُمِّي الأول هدى، فليس هذا الهدى التامَّ الذي يستلزِمَ الاهتداء، حتى أن اعتقاد التصديق وإن سُمِّي تصديقًا، فهو ليس التصديقَ المستلزِمَ للإيمان؛ فعليك مراعاة هذا الأصل.

اسئلة متعلقة

...