حمية مرضى السكري والرياضات الفعّالة لتجنّب المضاعفات
السكري هو حالة مرضية تقتضي إعتماد أسلوب حياة محدد من أبرز مقوماته التغذية السليمة التّي تجنّب المريض المضاعفات، لأن إدارة هذا المرض المزمن تعتبر أكثر من نصف العلاج..
هل يمكن التذكير بأنواع مرض السكري؟
يوجد نوعان من مرض السكري، وهما:
– السكري من النوع الأول: يصيب الأطفال في الغالب والمراهقين وفي بعض الأحيان البالغين، والسبب تلف الخلايا التي تفرز مادة الأنسولين أو عدم قدرتها على العمل بشكل صحيح.
– النوع الثاني: يصيب البالغين في الغالب، والسبب نقص كمية الأنسولين في البنكرياس أو فقدانها للفعالية. أحد أسبابه ناتج عن عوامل جينية أو بيئية مختلفة، أبرزها البدانة وخصوصاً في محيط الخصر.
ما هي المأكولات التي يجب أن يبتعد عنها مريض السكري؟
لعل أبرز العناصر الغذائية التي يفضل إبتعاد مريض السكري هي:
– اللحوم الدسمة مثل اللحوم النيئة، الطحال، الكلى وجلد الدجاج.
– اللحوم المحفوظة والمثلّجة مثل السجق، البسطرمة، اللانشون، الباتيه والمرتديلا.
-الطيور الدسمة مثل لحم الحمام والبط.
-المواد الدسمة مثل القشدة، الزبدة، الجبن كامل الدسم.
-الفول السوداني، المكسرات ورقائق البطاطس(الشيبس).
– السكر مثل السكر الأبيض والأسمر، العسل بأنواعه، المربيات، المشروبات الغازية، قصب السكر، عصير الفاكهة والحلويات (خصوصاً العربية)، الأيس كريم، السكاكر، الشوكولاته..
-المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها.
فضلاً على أن مريض السكري عليه الاكتفاء بكمية محددة من الفاكهة وهي، في الإجمال، حصتين يومياً يستحسن تناولها مباشرة بعد الوجبة الرئيسية.
هل من أنواع معينة من الأطعمة تعتبر ذات فائدة معينة لمرضى السكري؟
على الرغم من أن السكري هو مرض مزمن ويتطلب تناول العقاقير الملائمة لمدى الحياة وفقاً لإرشادات الطبيب المختص، إلا أنه يمكن الإشارة الى بعض العناصر الغذائية التي تساعد على تعديل مستوى السكر في الدم، ومنها:
القرفة
تشير الأبحاث العلمية إلى أنّ جرعات صغيرة من القرفة (نحو ربع أو نصف ملعقة صغيرة قبل الوجبات) قادرة على خفض مستويات السكر في الدم. كما وتمتاز القرفة بمفعولها المزدوج، فهي تخفض مستوى السكر في الدم وتحفّز إنتاج هرمون الأنسولين في الجسم، المسؤول عن تقليل مستوى السكر بالدم بصورة طبيعية.
لكن تجدر الإشارة الى أن القرفة تحتوي على مواد يكمن أن تتسبب بتلف الكبد، غذا ما تمَّ إستعمالها بشكل مفرط. لذا يوصى بعدم تخطي نصف ملعقة صغيرة منها في اليوم.
الجريب فروت
الجريب فروت كسائر أنواع الحمضيات يحتوي على مضادات للأكسدة كالفيتامين سي( C) والفلافونويدز. .
البصل
البصل يمتلك خصائص مخفضة لسكر الدم.
اللوز
إن إضافة القليل من اللوز الى الأطعمة الغنية بالكاربوهيدرات يقلل من إرتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول اللوجبة ويزيد من إستجابة الأنسولين في الوقت نفسه. كما أن إضافة اللوز الى النظام الغذائي يساعد على تخفيض الوزن.
خل التفاح
توصف كمية قليلة منه لخفض مستوى السكر في الدم.
كما أن الخضر بشكل خاص مفيدة لمريض السكري، كونها غنية بالألياف التي تساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم. والتركيز على العناصر الغذائية التي يمتص الدم سكرياتها ببطىء، حيث يفضل إستبدال:
– الأرز الابيض بالأرز الأسمر.
– البطاطا المشوية أو المقلية بالبطاطا المسلوقة أو الحلوة المشوية مع القشر.
– الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل أو النخالة.
– المعكرونة العادية بالمعكرونة الكاملة أو السمراء.
– رقائق الفطور برقائق الحبوب الكاملة.
هل هذه الأطعمة وإدارة المرض تنطبق على مرضى السكري من النوعين الأول والثاني؟
الفارق بين مرض السكري من النوع الأول والثاني، من ناحية التغذية، يقتصر على تنظيم الوجبات.
فالمريض الذي يتناول أدوية (حبوب) لخفض مستوى السكر، عليه بتناول 3 وجبات رئيسية في اليوم.
أمّا المريض الذي يتناول الأنسولين عليه تقسيم وجباته الى 3 حصص مع وجبة الى 3 وجبات خفيفة حسب النمط الحياتي للمريض.
ما مدى أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة لمرضى السكري بالذات، وما هي التمارين الأكثر فعالية وكيف يتم توزيعها خلال الأسبوع؟
يعتمد نوع الرياضة الموصى بإتّباعه على سن ووزن المريض، حالته الصحية، لياقته البدنية، تاريخ مرض السكري، ووجود مرض مزمن آخر أو أكثر مع السكري.
من أنواع الرياضة التي ينصح بها الركض، السباحة، ركوب الدرّاجة الهوائية، المشي السريع، التمارين الرياضية الخفيفة مثل الأيروبيك، وبعض تمارين حمل الأثقال. هذه الأنواع من الرياضات تساعد على خفض مستوى السكر والدهون في الدم.
وعند ممارسة أي نوع من هذه الرياضات يجب التدرّج في النشاط، كما ويجب شرب كميات وافرة من الماء وتناول وجبة صحية مع أخذ الجرعات اللازمة من الأدوية.
بالنسبة لمرضى السكري الذين يودون إتباع حميات غذائية تخفّض الوزن، ما هي الحمية الأفضل بالنسبة إليهم؟
حمية مريض السكري هي الحمية المثالية التي يجب على كل انسان إتباعها. وهي ترتكز على إختيار أنواع النشويات دون تقليل معدّلها عن 50% من مجمل السعرات الحرارية اليومية.
بالإضافة الى 20% من البروتينات، شرط أن تكون من مصدر حيواني ونباتي (ومن الأخطاء الشائعة: زيادة كمية البروتينات بعد تقليل نسبة النشويات، حيث أثبتت الدراسات أن زيادة البروتينات تولّد حالة الـ insulin resistance التي بدورها ترفع من نسبة السكر في الدم وبالأخص المخزون).
و 30% من الدهون شرط أن تكون من النوع الجيد وليس تلك المهدرجة.
أما إذا كان الهدف تخفيض الوزن، فيجب خفض نسبة السعرات الحرارية المتناولة في اليوم مع الحفاظ على نسب النشويات، البروتينات والدهون.
وإذا تخطى الشخص المريض مرحلة الحمية والأدوية كعلاج وأصبح بحاجة الى الأنسولين، ففي هذه الحالة عليه بإستشارة إختصاصي تغذية ولو لمرّة وحدة على الأقل بهدف تحديد نوعية الطعام والكمية التي تناسب جرعة الأنسولين التي يتناولها. علماً أن الأنسولين يُعطى عادة للمريض بعد أو قبل حوالي نصف ساعة من تناول الطعام (حسب نوع الأنسولين).
وفي حال لم يلتزم المريض بالتوقيت المحدد له، فلن يحصل على مفعول الأنسولين، وسيستمر السكر بالإرتفاع في الدم وسيبقى المريض عرضة لأخطار جسيمة.