0 تصويتات
50 مشاهدات

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (225k نقاط)
 
أفضل إجابة

هل الدين الإسلامي يرفض الخصومة بين الناس

فالفجر في الخصام شرٌّ للمتخاصمين؛ لأنه يوسع مسافة الخلف بينهم، ويزيد من اشتعال نار الكراهية في قلوبهم، وقد ذكر فيما رواه البخاري عن عائشة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ” ويقصد بالأَلَدُّ الشخص الشديد التعَسَفِ في خصامه، وقد ورد أن أنواع الخصام اثنان:

  • خصام شرعي
  • خصام غير شرعي

فالخصام الشرعي أقل من ثلاث ليالي، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، ولكن قد تتجاوز مدة الهجر ثلاث ليالٍ لغرض شرعي، وذلك مثلما هجر الرسول الثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك، فإن كان للهجر تأثير ايجابي فإنه يغدو محمودًا، مثل قريب لك يعصي الله، وتعلم أنك لو هجرته فسيتوقف عن معصيته فممكن أن تهجره عندها، ولو كان الهجر سيزيد من عصيانه وعناده فلا داعي لأن تهجره.

ومن آداب الدين الإسلامي للحد من الخصومة بين الناس، ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى، وَإِذَا قَضَى”، وورُوِيَ عن ابن عباس أن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلم- قال: “كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ لا يَزَالَ مُخَاصِمًا”.

وروى أن يهوديًّا كان له دَيْنٌ عند رسول الله؛ فجاء يتقاضاه، وجذب ثوب الرسول عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وقال: “إنَّكُم يا بَنِي عبدِ المُطِّلِبِ قَومٌ مُطْلٌ!؛ فَانْتَهَرَ عُمَرُ هَذَا اليَهُودِيَّ، وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْقَولِ؛ فَابْتَسَمَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ لِعُمَرَ: “أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ يَا عُمَرُ، تَأْمُرُنِي بِحُسْنِ القَضَاءِ، وَتَأْمُرُهُ بِحُسْنِ التَّقَاضِي”، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث. وأمر عمر أن يقضيه حقه، ويزيده عشرين صاعًا لما روَّعَه؛ فقال اليهوديُّ: أشهدُ أنكَ رسولُ اللهِ!.

اسئلة متعلقة

...