كيف تجعلين طفلك مطيعًا دون أوامر؟
نحرص نحن الأمهات على أن نجعل أطفال مييزين دائمًا من خلال توجيههم وإرشادهم ونبذل قصار الجهد لتربيتهم بالطريقة التي نضنّها في بعض الأحيان صحيحة، ولكننا نرتكب بكل حب الكثير من الأخطاء في الأثناء، من خلال إعطاء الأوامر دون مراعاة الطفل، مما يجعله أكثر تمردًا، فلا أحد يريد أن يخضع للأوامر إلا إذا اختلفت طريقة طلب الأمور بما يُشعر الطفل أنها مجرد توجيهات ليس إلا ويجعله أكثر ارتياحًا لفعل ما يطلب منه، وفي مقالنا اليوم سنركز على الطرق المثالية لجعل الطفل مطيعًا.
الدقة في توجيه الطلبات
من أسرار التربية الذكية إبداء الذكاء في التعامل مع الطفل فمثلاً يمكننا استبدال الأوامر بطلب القيام ببعض الأمور بطريقة بسيطة وواضحة. وعوضًا أن تأمري طفلك هكذا ” رتّب غرفتك” وبلهجة صارمة، يمكنك أن تستبدلي ذلك بـ” هل يمكنك أن تجمع ألعابك وتضعها في المكان المخصص لها ؟” ومن ثم “سيكون رائعًا لو أنك تعيد الكتب إلى الرف”، بهذه الطريقة ستخلصين الطفل من المفاهيم المجردة والغليظة بالنسبة له من قبيل “كن هادئًا”، “اجلس”، “رتب” ، “نظف”… وغيرها وسيساعده التفصيل والدقة على التعامل مع الأمور ببساطة أكثر.
الربط بين مفهوم الحالة والسلوكات المفترض القيام بها
فكرة عبقرية تساعدك على تربية الطفل دون أوامر وتجعله مسؤولاً ومشاركًا بنفسه في القرار دون تدخّل منك، هذه الفكرة فعالة خاصةً في السنوات الأولى من تنشأة الطفل، وتعمد على ترسيخ بعض المفاهيم وربطها ببعضها البعض، “الأكل” يعني أن نقوم بـ”غسل الأسنان”، “الطقس بارد” يعني أن “نرتدي معطف”، “العودة من المنزل” مرتبطة بـ”غسل اليدين”، “النوم ” يعني أن “نقرأ قصةً قبلها” وغيرها العديد من الأمثلة، من هنا وبدلاً من أن يتلقي الطفل الأوامر يصبح هو صاحب القرار ويرتبط ذهنه بهذه المفاهيم، كأنها برمجة لكنها تساعد الطفل على التفكير وإيجاد الأجوبة بنفسه، وشيئًا فشيئًا سيشعر الطفل باستقلاليته ويصنع بنفسه روتين العادات اليومية الخاصة به، و لا تنسي أن تكوني قدوة جيدة من خلال عاداتك السلينة التي من الأكيد أن طفلك سيستوحى منها الكثير مع وضع بصمته الخاصة.
اعتمدي عبارات قصيرة
اجعلي طفلك يتعامل مع الأمور بايجابية ولا تطيلي التحدث عن المواعظ والأخلاق واختصري القول بالاعتماد على عبارات قصيرة وواضحة من قبيل “الأسنان”، “حذاء”، “النوم” سيكون ذلك كافيًا لتذكيره بالتعليمات … وانتبهي أن تكون نبرة صوتك لطيفة وتجنبي الصراخ.
ولا تنسي أن حب الطفل لك ، ورغبته في الحصول على رضاك سوف يدفعه إلى تقبل هذه القواعد مهما كان عناده وطاقة مقاومته.