ما هو الفرق بين التعليم والتدريب
الاجابة
الشخصية الإنسانية يمر الإنسان في حياته منذ لحظة الولادة وحتى لحظة الوفاة بالعديد من المراحل التي لها تأثير في تكوين الشخصية الخاصة به، ويسعى الأفراد إلى تطوير شخصيتهم وزيادة قدرتهم على التعامل مع كافة الظروف المحيطة بهم، ويدخل في بناء الشخصية الظروف الاجتماعية وبعض الخصائص أو السلوكيات المكتسبة من البيئة المحيطة، كما أنّ التعليم الذي يتلقّاه الإنسان يؤثر بشكل كبير على شخصيته، وينعكس على المستقبل الاجتماعي والمهني له، كما يدخل التدريب كعنصر فاعل في بناء الشخصية وصقلها، وهنا يبرز الفرق بين التعليم والتدريب من ناحية التأثير على بناء الشخصية، والأثر على الحياة المهنية والسلوك الإنساني، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن الفرق بين التعليم والتدريب.[١] الفرق بين التعليم والتدريب إنّ الفرق بين التعليم والتدريب بالدرجة الأولى يأتي من خلال مفهومَيهما المختلِفَين، حيث يمكن تعريف التعليم على أنّه تلك العملية التي يتم من خلالها نقل المعرفة من المُعلِّم إلى المُتعلم، وتبدأ عملية التعليم مع بداية تعلم الطفل للنطق والكلام في المدارس أولًَا، ثم يتدرج في الصفوف المدرسية حتى يلتحق بالتعليم المتخصص في الكليات أو الجامعات في أحد التخصصات التي يختارها، وإلى جانب المعرفة المباشرة التي يكتسبها الطلاب في العملية التعليمية فإنّ هناك مجموعة من القيم التربوية والسلوكية والأخلاق الحميدة التي يأخذونها من المصادر التعليمية بواسطة طرق التدريس المختلفة، كنشر الوعي وتطوير الإمكانيات الفردية والمواهب التي يمتلكها الطلاب مع ذوي الاختصاص والخبرة.[٢] كما يبرز الفرق بين التعليم والتدريب من خلال مفهوم التدريب الذي يعني اكتساب الأفراد لمجموعة من المهارات التطبيقية المرتبطة بالمعرفة، وعادة ما يرتبط مفهوم التدريب بالممارسة على أرض الواقع، واستخدام المعرفة بشكل تجريبي، وتخضع عملية التدريب لمجموعة من الخطوات الدقيقة التي يُعنى المدرّب بإيصالها إلى المتدربين ليكونوا قادرين على تطبيقها، وقد يستخدم المُدرب أثناء عملية التدريب مجموعة من الاستراتيجات التي تهدف إلى تقريب الصورة إلى المتدربين وجعلهم أكثر قدرة على فهم الواقع التطبيقي لمادة التدريب، ومن أبرز هذه الاسترتيجيات التأني في الشرح، وطرح بعض الأسئلة ذات العلاقة، وتقديم الملاحظات للمتدربين والتعاون معهم، وتطبيق التدريبات بشكل فردي.[٣] أهمية التعليم والتدريب بعد ذكر الفرق بين التعليم والتدريب لا بدّ من الإشارة إلى أهمية التعليم والتدريب ودورهما في المجتمعات الإنسانية، حيث يُنظر إلى التعليم والتدريب على نحو تكامليّ، فامتلاك المعرفة لا يعني بالضرورة القدرة على تطبيقها في الواقع المُعاش، كما لا يمكن تطبيق المعرفة دون وجودها لدى الأفراد، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: الدورات التدريبية التي تُعطى للمعلمين من أجل صقل معرفتهم الأكاديمية المتخصصة، وتحويل تلك المعرفة إلى أساليب تدريسية يستفيد منها الطالب بشكل أكبر، ولهذا فإنّ هناك العديد من الدورات المهنية والتأهيلية المتخصصة التي يمكن لأصحاب المعرفة الأكاديمية الالتحاق بها من أجل زيادة خبرتهم العملية وجعلهم أكثر قدرة على مجاراة المعرفة التطبيقية الحديثة.[٤]