أكبر خطأ يمكن أن تقعي فيه عزيزتي هو أن تكرهي طفلك على تناول مأكولات بعينها أو أيضا بكميات محددة حتى وإن كنت ترينها ضروريةً ولازمةً بالنسبة إليه؛ فكثيرا ما تلجأ الأمهات إلى أسلوب العقاب والترهيب من أجل إخافة الصغير وإجباره على الأكل جيدا دون وعي منهن بأن ذلك غالبا ما يكون سببا في نفوره من الطعام ومزيد إصراره على عدم تناوله. حاولي إذا عزيزتي قدر الإمكان تحضير الوجبات التي يفضلها ملاكك الصغير واحترام قراراته في الكف عن تناولها، وحتى وإن كانت الكميات قليلةً للغاية لا تفكري مطلقا في استخدام العنف بل اجعلي شعارك معه الترغيب والتشجيع ولما لا مكافأته في كل مرة يتناول فيها إحدى الوجبات الصحية بشكل جيد.
تذكري دائما سيدتي بأن السكريات والحلويات هي أكبر عدو يمكن أن يواجه صحة طفلك؛ فبالإضافة إلى تأثيراتها العديدة على سلامة الجسم وصحة الأسنان، فإنها تعد أيضا سببا مباشرا لقطع الشهية وفقدان الرغبة في تناول أي مأكولات أخرى أكثر فائدةً. احرصي إذا عزيزتي على عدم تقديم الكثير من هذه السكريات والحلويات إلى صغيرك وحاولي قدر الإمكان توعيته بمختلف أضرارها عليه، ولا تنسي أيضا بأن تلك المعدة في المنزل هي حتما أقل خطر خاصةً إن قمت عند صنعها باستبدال السكر الأبيض بالأسمر أو بالقليل من العسل، سيكون الأمر رائعا، أليس كذلك!
هل كبر طفلك الصغير وبلغ سن الثالثة أو أكثر؟ هنيئا لكليكما بذلك عزيزتي؛ حيث سيكون بإمكانكما بعد اليوم قضاء فترة أطول مع بعضكما البعض، وذلك عبر التشارك في إعداد وصنع بعض الوجبات اللذيذة من التي يحبذها ملاكك الصغير، دعيه يساعدك حينها في تحضير بعض الأشياء البسيطة وأقنعيه بأنه من قام بعمل الوجبة بنفسه؛ فذلك لن يكون مصدرا لسعادته وتسليته فحسب، بل سيكون أيضا حافزا جيدا إليه للإقبال بكل حب على طبقه من أجل اكتشاف وتجربة ما صنعت أنامله، خاصةً إن كانت الروائح زكيةً وتملأ المكان. ما رأيك؟ فكرة رائعة هي الأخرى، أليس كذلك!
عادةً ما تلجأ الأم إلى أدوية فتح الشاهية من أجل مساعدة الصغير على تناول المزيد من المأكولات، وهو خطأ فادح لا يتوجب عليك الوقوع فيه مطلقا عزيزتي؛ فغالبا ما تحمل هذه الأدوية الكثير من الأعراض الجانبية التي من شأنها أن تضر بصحة الطفل وتلحق به الكثير من الأذى، فاحذري إذا سيدتي من مغبة ذلك واحرصي على إيجاد بدائل أخرى عن هذه الأدوية، كالفيتامينات والعناصر الطبيعية التي تساعد على فتح الشهية من دون ضرر، ومن ضمنها التمر والحليب والخضراوات والفواكه، وأيضا الينسون والزعتر.