كيف طمأن الرسول عليه السلام من أصابه قهر الرجال؟
وقد أوضح الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المسلم ينبغي أن تكون الآخرة هي همّه الحقيقيّ، فلا يأسف على الدّنيا فيذهب نفسه عليها حسرات، بل يعلم أنّ الدنيا ستمرّ وتزول فلا يجب أن تشغله عن حقيقة الهمّ الذي عليه؛ وهو الآخرة. وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم- ليوضّح حقيقة هذا الأمر لأصحابه: (من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيْه، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانتِ الآخرةُ نيتَهُ جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له).فكان هذا شيئاً من طمأنةِ المسلم أنّ الدّنيا إذا اهتمّ بها المسلم واغتمّ كان تحصيله منها أقلّ مما لو كانت آخر همومه، وجعل الآخرة هي همّه الحقيقيّ ومحطّ أنظاره دائماً، ولا يخفى أنّ من طبيعة الحياة أنّ تكون الهموم والغموم ملازمةً لبعض أيامها، تكدّر صفوها وطمأنينتها بين الحين والآخر.