هل الزواج قسمة ونصيب أم قرار واختيار؟
أن الزواج قسمة ونصيب وقدر والدليل قوله تعالى : {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49].
وقوله تعالى : {وَرَبّك يَخْلُق مَا يَشَاء وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَة} [القصص :68]. وقال تعالى : “فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ” وقال تعالى :”أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ” “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
الزوجة “شريكة” والزوج “شريك” تأمَّلوها جيدًا: شركاء حياة وليسوا الحياة كلها.. لذا: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [النور :33]، {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت:17]؛ فرزق كل شيء عليه ومصير كل شيء إليه.
حكم قول القائل: الزواج قسمة ونصيب
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : عن قول الناس: إن الزواج قسمة ونصيب، هل هناك مجال للاختيار وبم توجهون الناس الذين يقولون مثل هذا الكلام؟
كل الأشياء قسمة ونصيب، كلها بأمر الله، كلها بإذن الله، كلها مقدرة، قدر الله الزواج وقدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد، يقول جل وعلا: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49] ويقول النبي ﷺ: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ، كل شيء مقدر، ولكن لا يمنع من تعاطي الأسباب، أنت مأمور بالأسباب مأمور بأن تتزوج تلتمس الفتاة الصالحة، تلتمس الأسباب أسباب الرزق من زراعة من تجارة من نجارة حدادة خياطة غير ذلك، أنت مأمور بالأسباب وكله بقدر، إذا زرعت الأرض فهو بقدر، إذا تزوجت فهو بقدر، إذا جاء لك ولد فهو بقدر، إذا كنت تستعمل النجارة فهو بقدر، الحدادة بقدر، كونك بناء عامل بقدر، كل شيء بقدر.