ما معنى الصراط المستقيم
اختلف أهل العلم في معنى الصراط المستقيم، فقال بعضهم هو القرآن الكريم، وقال آخرون هو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحباه من بعده، أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، وقيل أيضًا أنّ الصراط المستقيم هو الإسلام، ولكنّ الإمام ابن القيم -رحمه الله- ذكر كلامًا مهمّا وجامعًا في معنى الصراط المستقيم، ومفاد هذا الكلام أنّ الصراط المستقيم هو السبيل الذي دعا إليه رسل الله وهو سبيل الوصول إلى الله تعالى.
ومعنى الصراط المستقيم هو إفراد الله -عزّ وجلّ- وطاعة رسله الكرام، وهذا هو مضمون الشهادتين، ويتحقّق ذلك بكمال الحب ببه تعالى والعمل على رضاه، فلا يكون هناك موضع من القلب إلّا وهو مشغول بحب الخالق، وكل النوايا التي ينويها الإنسان والأفعال التي يريد أن يفعلها تكون متعلّقة بالله وبالتزام شرعهوالرغبة في نيل رضوانه، فالصراط المستقيم هو الطريق الذي ارتضال الله -عزّ وجلّ- لعباده وهم يطلبون الهداية إليه في كل صلاة.
والطريق إلى الصراط المستقيم تكون بمعرفة الله سبحانه والتزام شرعه وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه، ومن خلال الاعتصام بكتاب الله وتطبيق ما جاء فيه والامتثال لأوامر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- التي جاءت بها السنّة المطّهرة، فاتبّاع النبي الكريم والقرآن العظيم هو سبيل هداية البشرية وخروجها من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الحق، وقد دلّت الآيات الكريمة التي تحدّثت عن الصراط المستقيم أنّه ليس هناك سبيل للوصول إليه سوى طاعة الله ورسوله.