1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (225k نقاط)
 
أفضل إجابة

سلوك مريض الجلطة الدماغية

إن الجلطة الدماغية أو السكتة الدماغية Stroke هي نوبة شديدة تحدث بشكل مفاجئ لدى الشخص المصاب، وتؤدي إلى تمزق وانسداد الوعاء الدموي الموجود في الدماغ، ويتسبب ذلك في انقطاع مجرى الدم في منطقة الدماغ لدى الإنسان، فلا يستطيع الدم الوصول إلى تلك المنطقة المصابة التي تحتاج إلى التغذية الناتجة منه.

يؤدي ذلك إلى فقدان الإنسان الوعي، أو يصاب بشلل في جسمه، أو بخلل في وظائفه الدماغية، ويكون العامل المتسبب في ذلك هو نقص التروية الذي نتج عن آثار حدوث السكتة الدماغية.

كما أنها تحُدث أعراض الجهاز العصبي بشكل سريع خلال ثوان أو دقائق معدودة من وقت حدوث السكتة الدماغية، أما عن الآثار المترتبة على حدوث الجلطة فتمر بشكل مؤقت أو بشكل دائم، استنادًا على الوقت الذي استغرقه تضرر الأنسجة والخلايا الموجودة في جسم الإنسان، بفعل نقص كمية الدم أو الأكسجين الواصلة إليها، وتكون تلك الآثار سلوكية، أو جسدية، أو نفسية.

حيث يعمل الطبيب المسؤول عن حالة الشخص المصاب بتقييم الأعراض والتغيرات من خلال تركيزه على عامل تأثر ذاكرته بفعل الجلطة الدماغية، ثم يتواصل مع أحد الأطباء النفسيين أو الأطباء المتخصصين في مجال الجهاز العصبي، ويجب أن يوصف العلاج والدواء عن طريق فحص المريض، حيث إن أصناف الأدوية تتعدد بكثرة، لكن يتم التحذير من صرفها بغير انتباه حتى لا تطرأ أعراض أخرى مضاعفة على حالة المريض الصحية.

إصابة مريض الجلطة الدماغية بالاكتئاب

الاكتئاب الذي يشعر به الإنسان بعد حدوث الجلطة الدماغية يصنف ضمن العلّات والأعراض النفسية التي تحدث لمعظم الأشخاص في سلوك مريض الجلطة الدماغية، وبالتالي فإنهم يلجؤون إلى أحد الأطباء المتخصصين في العلاج النفسي ويحتاجون إلى المساعدة في ذلك.

كما أنه يتسبب في زيادة العصبية لديهم؛ لذا فإن الأدوية تساهم في التقليل من تلك الأعراض النفسية، ويحدث الشعور بالاكتئاب بسبب حدوث حالة من التلف في أجزاء من الدماغ أو في المخ، وتتسبب التغيرات الجسمانية في فقدان القدرة المهارية والشعور بالاكتئاب أيضًا، ومن تلك التغيرات: فقدان القدرة على التكلم، أو فقدان الحركة الحرّة.

إلى جانب ذلك فيتمكن الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب بالاكتئاب نتيجة لسلوك مريض الجلطة الدماغية من التعامل بحرص من خلال تحقيق أمور متعددة منها ما يلي:

  • يجب أن يبقى المصاب في حالة من النشاط عن طريق ممارسة ألعاب متنوعة، أو مشاهدة التلفاز، أو الاستماع إلى الموسيقى معه.

  • إحضار أصدقاء المصاب إلى زيارته، لكن يجب أن يكون متاحًا لرؤيتهم ولديه الرغبة في ذلك.

  • عدم الاستخفاف بالاكتئاب، فمثلًا لا تقل للمريض افرح أو ابتهج.

  • سؤال الطبيب المسؤول عن حالة المصاب عن أهم طرق العناية؛ حيث يمكن سؤاله عن ما إذا كان الدواء يقلل من الاكتئاب أم لا، وفي بعض الحالات سوف تكون في حاجة إلى الذهاب إلى الطبيب النفسي، أو الأخصائي وعمل مقابلة نفسية مع المصاب من أجل معرفة مستوى الاكتئاب لديه، فقد يكون مصابًا باكتئاب حاد.

تعرض مريض الجلطة الدماغية للغيبوبة

تعد الغيبوبة من الآثار الشائعة التي قد يتعرض الشخص المصاب بالجلطة الدماغية لها، وهي عبارة عن حالة فقدان للوعي لفترة طويلة تنتج عن عدة مشكلات تتضمن مشكلة الجلطة الدماغية، وقد تحدث الغيبوبة بسبب إصابات أخرى مثل إصابات الرأس الرضحية، أو التسمم بفعل العقاقير، أو التسمم بفعل الكحول، أو مرض السكر، أو العدوى، أو الأورام الدماغية.

تجدر الإشارة إلى أن الغيبوبة هي أحد الحالات الطارئة التي تتطلب اتخاذ الإجراءات الطبية بشكل سريع من أجل الحفاظ على الوظائف الدماغية، وتتم الإجراءات الطبية عن طريق العديد من الاختبارات والفحوصات مثل اختبار الدم، والتصوير المقطعي المحوسب لمنطقة الدماغ، وغير ذلك، كما يتم تحديد الأسباب أولًا ثم البدء في مرحلة العلاج.

حيث يتسبب نقص إمداد الدم ووصوله إلى أجزاء الدماغ في حدوث الجلطة الدماغية، وبالتالي فقد تحدث الغيبوبة الناتجة عن الانسداد في الشرايين أو التمزق للأوعية الدموية، وتشتمل الغيبوبة على أعراض محددة والتي تتمثل في النقاط الآتية:

  • عيون الشخص الغائب عن الوعي تكون مغمضة.

  • حدقة العين لا تستجيب للضوء.

  • يضعف التحكم في ردود الفعل التي يتحكم جذع الدماغ بها.

  • عدم استجابة أطراف الجسم، باستثناء الحركات الانعكاسية؛ وهي التي تنتج عن تهيج أعضاء الحس التي تتسبب في حدوث سلوكيات لاإرادية.

نقص التروية الدمويّة لدى مريض الجلطة الدماغية

إن نقص التروية الذي ينتج عن عدم وصول الدم إلى منطقة الدماغ المصابة بفعل الإصابة الجزئية أو الكلية من الجلطة الدماغية يؤدي إلى الإصابة بالعجز، وعدم مقدرة الشخص المصاب على تأدية الوظائف المختلفة بشكل صائب.

يحدث ذلك نظرًا لانسداد مجرى الدم وعدم وصول الدم، حيث إن مهمة الدم هي إيصال التغذية والأكسجين في أنحاء الجسم، وإن لم يتم إيصالهما فإن خلايا الجسم أو منطقة الدماغ بالتحديد تموت.

يحتاج جسم الإنسان إلى إيصال الدم كافة أنحائه؛ من أجل تحسين سلوك مريض الجلطة الدماغية، وللدم ثلاثة مهام ووظائف رئيسية تتمثل فيما سنعرضه عبر النقاط التالية:

  • النّقل: يقوم الدم بوظيفة نقل المواد الأساسية اللازمة لتحقيق احتياجات أعضاء الجسم، فهو يعمل على نقل غاز الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، وتحدث عملية نقلهما بدءًا من الرئتين وحتى أعضاء الجسم الأخرى، كما يقوم بتوزيع المواد المغذية من جهاز الإنسان الهضمي، ومواقع التخزين إلى أنحاء الجسم، ويوزع أيضًا الهرمونات التي تنتجها الغدد إلى خلايا معينة مستهدفة في جسم الإنسان.

  • الحماية: يوفر الدم حماية للجسم من خلال الحفاظ على درجة حرارته، ويحتوي الدم على أجسام مضادة وبروتينات تقوم بتدمير المواد التي تتسبب في إصابة الإنسان بالأمراض، بالإضافة إلى أن الصفائح الدموية الموجودة فيه تقلل من فقدان الدم في حالة الإصابة بالجروح، وتتضمن مكونات الدم خلايا دم بيضاء تقوم بتدمير الخلايا السرطانية، والكائنات الحية الدقيقة التي تصنف من الأنواع الغازية.

  • التنظيم: فيقوم الدم بتنظيم الأس الهيدروجيني من خلال عملية التفاعل مع القواعد والأحماض، كما يعمل على موازنة الماء في الجسم بواسطة عمليات نقل الماء بين الأنسجة.

الآثار السلوكية المترتبة على الجلطة الدماغية

كثير من الأشخاص المصابين بالجلطة الدماغية يصابون بالفقدان الجزئي أو الكلي للذاكرة، كما أنها تسبب لهم فقدان القدرة على التفكير بمنطقية في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أنهم يفقدون القدرة على استيعاب وفهم بعض المسلمات البديهية.

ذلك لأن الجلطة الدماغية تؤدي إلى منع مرور الدم بفعل انسداد المجرى، وتؤثر على المراكز الحيوية الموجودة في الدماغ، بالتالي تتضاعف الأعراض إلى حدوث الشلل أو الموت المفاجئ.

في بعض الأحيان يتأثر مرضى السكتة الدماغية بالإصابة فيزيد العنف لديهم، وتقل رغبتهم في التعامل مع الأشخاص الآخرين، فيؤدي ذلك إلى انسحابهم بشكل مستمر، وقد تنعدم رغبة الفرد في التعامل بشكل تام وهذا ما يتضمنه سلوك مريض الجلطة الدماغية.

كما أن الشخص المصاب قد يعاني من بعض الأعراض الأخرى مثل صعوبة الكلام وبلع الطعام، إلى جانب ذلك فإنه يتعرض لمشكلات في عملية المضغ بفعل الإصابة بالجلطة الدماغية، والتي تجعله يفقد سيطرته على عضلات الفم أو الحلق، وفي تلك الحالة ينبغي التوجه إلى أخصائي تخاطب؛ لكي يعمل على معالجة الآثار السلوكية المترتبة عن الإصابة بالجلطة الدماغية.

الآثار النفسية المترتبة على الجلطة الدماغية

إن سلوك مريض الجلطة الدماغية يؤدي إلى حدوث آثار نفسية كثيرة على حالة المريض، حيث إنه يصاب بالوهن والتعب في نفسيته وجسده، وبالتالي يلجأ إلى العلاج الطبيعي، والحصول على الراحة بشكل كبير؛ لأن عكس ذلك قد يؤدي إلى ارتداد الجلطة له مرة أخرى.

كما ينبغي مراعاة النمط الغذائي الخاص بالمريض، ومحاولة توفير كافة سبل الراحة والسعادة عن طريق تقديم الأجواء المرحة إليه، وإبعاده عن عوامل الضغط والإرهاق بقدر الإمكان.

في معظم حالات الإصابة بالجلطة الدماغية تحدث بعض الاضطرابات النفسية مثل: الإصابة بالاكتئاب والقلق، ويعد ذلك من أكثر الأعراض الشائعة لمصابي السكتة الدماغية، ويتم اللجوء إلى العلاج النفسي في حل تلك المشكلة والتعافي منها بشكل كامل.

الآثار الجسدية المترتبة على الجلطة الدماغية

يصاب مريض السكتة الدماغية بالأعراض التي تؤدي إلى تأثره جسديًا؛ فقد يتعرض الشخص المصاب إلى معاناة صعوبة في عملية إخراج الفضلات من الجسم، فلا يستطيع التحكم بها، وقد تطول مدة انعدام التحكم الإخراجي أو تقل بحسب حالته.

لكي تُعالج تلك المشكلة يتم توجيه المريض للحصول على العلاج النفسي من أجل تحسين حالة صحته الجسدية، ويقوم الطبيب المختص بوصف الأدوية التي تساعد على ذلك.

في بعض الأحيان يشعر الشخص المصاب ببعض الآلام في أطرافه، أو قد يشعر بالتنميل والخدر وعدم الراحة، وكل تلك الأضرار ناتجة عن الإصابة بالجلطة الدماغية، كما أنه قد يكون عرضة للشلل في الجانب الأيمن أو الأيسر من الجسم، ويفقد سيطرته على التحكم في بعض العضلات الموجودة في الجسم مثل عضلات الوجه، أو عضلات الذراعين، ومن ثم فينصح بأن يخضع الشخص المصاب إلى العلاج الطبيعي؛ من أجل تحسين حالته والتقدم في العلاج.

من الآثار الجسدية أيضًا هي الإصابة بالشلل؛ فهو يُصنف ضمن الآثار المنتشرة التي تتسبب فيها الجلطة الدماغية، وقد يحدث الشلل بصورة كليّة، أو نصفية، أو رباعية، وبالتالي فينبغي أن يتم اللجوء على الفور إلى الطبيب المختص من أجل البدء بالمرحلة العلاجية وإعادة تأهيل الجزء المصاب بالجلطة.

ومن الواجب أيضًا أن يحرص الشخص المصاب بالشلل الناتج عن الجلطة على الالتزام بالبرنامج التأهيلي الخاص به، وهو البرنامج الذي يوضع من قِبل الأخصائي وفقًا لحالة المريض الصحية.

ليس ذلك وحسب بل يجب أيضًا أن يشرف أخصائي الأعصاب أو الطبيب المختص في هذا المجال على كلاً من العلاج الطبيعي والعلاج الطبي الذي يتم تقديمه إلى مريض السكتة الدماغية، مع مراعاة إعادة تأهيل الجزء المصاب بالجلطة والذي يعني بمحاولة إعادة الوظائف الطبيعية، والحد من عملية الضمور للمنطقة المصابة، أو منع ضمور العضلات التي تعمل على تحريك منطقة حدوث الجلطة الدماغية.

أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية

تتعدد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالجلطة الدماغية، لتشتمل انسداد الأوعية الصغيرة الموجودة في الدماغ والتغير في سلوك مريض الجلطة الدماغية، والإصابة بالجلطة الدموية التي تأتي من الشريان السباتين الإصابة بالنزيف في منطقة الدماغ.

يكون هذا النزيف ناتجًا عن ارتفاع ضغط الدم، أو أن يصاب الرأس بضرر ما، أو نتيجة لانفجار الوعاء الدموي المتمدد، أو بسبب تناول الفرد للأدوية المضادة لعملية التخثر.

بالتالي ينتج ما يسمى بالتغيير الذي يعمل على الإصابة بتقلبات العواطف والمشاعر بشكل سريع، والحدوث المفاجئ في الحالة النفسية والمزاجية بطريقة لا تلائم الموقف، حيث تلاحظ على الشخص المصاب بالجلطة الدماغية بأنه يضحك أو يبكي بشكل مفاجئ.

يمكنك مشاهدة المزيد من المعلومات حول سلوك مريض الجلطة الدماغية

اسئلة متعلقة

...