كيف تعمل الهرمونات ؟
وتعمل الهرمونات من خلال توسطها للتغيرات التي تحدث في الخلايا المستهدفة من خلال الارتباط بمستقبلات هرمونية محددة ، فبالرغم من أن الهرمونات تكون منتشرة في جميع أنحاء الجسم ، كما تتلامس مع العديد من الخلايا المختلفة ، فإن الهرمونات تقوم بالتأثير فقط على الخلايا التي تمتلك المستقبل ات الضرورية ، التي يمكن إيجادها في العديد من الخلايا المختلفة ، او محدودة بعدد قليل من الخلايا المتخصصة.
ومن أجل التوضيح يمكننا الاستعانة بالمثال التالي :
تقوم هرمونات الغدة الدرقية بالعمل على العديد من أنواع الأنسجة المختلفة ، مما يعمل على تحفيز نشاط التمثيل الغذائي في جميع أنحاء الجسم.
كما تحتوي خلايا الجسم على العديد من المستقبلات لنفس الهرمون ، ولكن في الغالب ما تمتلك أيضًا مستقبلات لأنواع مختلفة من الهرمونات ، ويتم تحديد حساسية هرمون معين والاستجابة الخلوية الناتجة للعملية من خلال عدد المستقبلات التي تستجيب للهرمون ، بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن أن يتغير عدد المستقبلات التي تستجيب للهرمون بمرور الوقت ، مما يؤدي إلى زيادة أو انخفاض حساسية الخلية.
وفي حالة التنظيم العالي ، تتزايد استجابة عدد المستقبلات لارتفاع مستويات الهرمون ، مما يجعل الخلية أكثر حساسية للهرمون ، فيسمح بمزيد من النشاط الخلوي ، وفي التنظيم المنخفض ينخفض عدد المستقبلات استجابةً لارتفاع مستويات الهرمون ، فينخفض النشاط الخلوي.
وتقوم خلايا الجسم بالاستجابة لهرمون معين عندما تمرر مستقبل معين لهذا الهرمون ، فيرتبط الهرمون ببروتين المستقبل ، مما يؤدي إلى تنشيط آلية نقل الإشارة التي تؤدي في النهاية إلى استجابات خاصة بنوع الخلية ، كما يؤدي الارتباط بالمستقبلات إلى تغيير النشاط الخلوي ، الأمر الذي يتسبب إلى زيادة أو نقصان عمليات الجسم الطبيعية.
وبالاعتماد على موقع مستقبل البروتين على الخلية المستهدفة والتركيب الكيميائي للهرمون ، يمكن للهرمونات التوسط في التغييرات مباشرة عن طريق الارتباط بمستقبلات الهرمونات داخل الخلايا وتعديل النسخ الجيني ، أو بشكل غير مباشر عن طريق الارتباط بمستقبلات سطح الخلية وتحفيز مسارات الإشارات.