1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (370k نقاط)
 
أفضل إجابة

ما هو الفرق بين الشيوعية والرأسمالية

الفرق بين الرأسمالية والشيوعية هل الرأسمالية نقيض للشيوعية؟ إنّ الرأسماليّة إحدى مراحل نظريّة التطوّر الاجتماعي الذي حلّ محل الإقطاع، وهي مرحلة سابقة للاشتراكيّة، وتقوم الرأسماليّة على أساس المُلكيّة الخاصّة لوسائل الإنتاج، واستخلاص فائض القيمة وهو القانون الأساسي في الإنتاج الرأسماليّ؛ ممّا يُؤدّي الى تراكُم الثروة في أيدي قلّة من المجتمع، وينعكس التناقض الأساسيّ في الرأسماليّة بين الطبيعة الاجتماعيّة للعمل، والشكل الرأسماليّ الخاصّ للتملُّك في التطاحن بين طبقتين أساسيّتين في المجتمع الرأسمالي وهما: البروليتاريا والبرجوازية، ويبدأ الصراع الطبقيّ الذي تخوضه البروليتاريا والذي يتخلّل تاريخ الرأسماليّة كلّه إلى الثورة الاشتراكية، ونشأت الرأسماليّة في القرن السادس عشر، ولعبت دورًا تقدميًّا في تطوّر المجتمع، وحقّقت إنتاجية عمل أعلى بكثير بالمقارنة بالإقطاع.[١] أمّا الشيوعية: هي المرحلة الأعلى من مرحلة الاشتراكية، وتختلف عن الرأسماليّة اقتصاديًّا, فلا يوجد في الدول الاشتراكيّة أيّ ملكية خاصّة لوسائل الإنتاج، ولا تقوم علاقاتها الاقتصاديّة على التسلُّط والخضوع، بل على التعاون القائم على الزمالة والمساعدة المتبادلة بين الناس المُتحرّرين من الاستغلال، وفي هذا المضمار لا يوجد اختلاف بين الشيوعية والاشتراكية إلّا من خلال مفاهيم بسيطة وهي سياسيّة إلى حدٍّ ما، فما معنى كلمة شيوعيّ؟، الشيوعيّون هُم طليعة المناضلين في الحزب العمالي، وهم مُنخرطون في العمل لمصلحة الطبقة البروليتارية ضدّ الطبقة البرجوازية المُمتلكة لوسائل الإنتاج والتي تقوم باستغلال العامل عن طريق فائض القيمة.[٢] الفرق بين الرأسمالية والشيوعية من حيث الملكية الفردية كيف يكون حال الملكية الفردية بين الشيوعية والرأسمالية؟ يُصنّف الفيلسوف البريطانيّ جون لوك على أنّه من كبار الرأسماليّين، دافعَ بشراسة كبيرة عن حقّ الملكية الخاصة لكلّ فرد، فالملكية الخاصة هي ثمرة عمله، وفيما يخصّ الإنتاج الزراعيّ كان من المسلّم به عند المدرسة التي ينتمي إليها لوك أنّ الملكية الفلاحيّة أفضل نظام, فهو ينصّ على أنّ الإنسان يملك من الأرض بقدر ما يستطيع أن يفلح وليس أكثر من ذلك, كما أنه من واجب الدولة في نظريه العقد الاجتماعيّ عند جون لوك حماية قانون الملكية الخاصة، والمستندات اللازمة لدراسة تاريخ المجتمعات التي سبقت المجتمعات القديمة بالتفصيل غير متوفرة.[٣] نعرف مثلًا أنّه وُجِد عند اليونان أو في الحضارة اليونانية العبيد والأسياد، وطبقة التجّار التي كانت قد بدأت بالنموّ بعد ذلك في العصور الوسطى، ممّا أتاح للمجتمع الإقطاعيّ مع النّبلاء والتجّار أن يحظى بأهميّة مُتزايدة، فتجمّعوا حول القصور في قلب البلدات ومن هنا جاء اسم البرجوازيّ، من جهة أخرى قبل الإنتاج الرأسمالي لم يوجد إلّا الإنتاج الصغير الذي يشترط أوّلًا أن يكون المُنتج هو المالك لأدوات العمل ووسائل الإنتاج تخصّ الفرد، ولم تكن مُهيّأة للاستعمال الفردي، فكانت بالتالي هزيلة محدودة، فكان الدّور التاريخيّ للإنتاج الرأسمالي والبرجوازية في مركزة وسائل الإنتاج وتوزيعها وتحويلها إلى دوافع جبّارة للإنتاج الحديث[٤] إنّ البرجوازية غير قادرة على أن تُحوّل وسائل الإنتاج المحدودة هذه إلى قوّة مُنتِجة جبّارة, دون أن تُحوّلها من وسائل إنتاج استعملها الأفراد إلى وسائل اجتماعيّة للإنتاج يستعملها جمهور من الناس بصوره مشتركة[٥]. إنْ كانت قد أصبحت أدوات العمل والإنتاج جماعيّة، فإنّ نظام الملكية ظلّ فرديًا، وبقيت الآلات التي لا تعمل إلّا بسواعد المجموعة ملكًا لشخص واحد، كما أنّ البرجوازية طبقة تتكوّن من مجموعة من الناس تمتلك وسائل الإنتاج، لها حق الملكية الخاصّة ولا يرتبط وجود الطبقات إلّا بتغيّرات محدّدة في تطوُّر الإنتاج الاجتماعيّ، وتحدث ظهور الطبقات وتطوّر التقسيم الاجتماعي للعمل وظهور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج في كلّ مجتمع بجانب الطبقات الرئيسة؛ ملّاك العبيد والعبيد في المجتمع العبوديّ، ملاك أراض وأقنان في المجتمع الإقطاعيّ رأسماليّين وبروليتاريّين في المجتمع البرجوازيّ.[٦] الفرق بين الرأسمالية والشيوعية من حيث النظر إلى الفرد للفرد قيمة عليا في الفلسفة الحديثة، فقامت الحداثة بشكل رئيس على ثلاث سمات رئيسة وهي: الذاتيّة والحريّة والعقلانيّة، واعتبرت الحداثة المنعطف أو القطيعة التي أحدثتها مع سيطرة الكنيسة من مظاهر التقدم ، فقامت الحداثة بتحرير الإنسان، والتخلُّص من ميراثٍ كنسيّ ثقيل على الحرية، فصارت الإنسانيّة وكأنّها تُريد أن تتأكد من ذاتيّتها.[٧] على هذا الأساس؛ منحَ جون لوك أحد أبرز الفلاسفة الليبراليّين، ويلقّب بأبي الليبراليّة حريات كثيرة للفرد، ومن ضمن هذه الحريات الحريّة الاقتصادية وحرية المُلكيّة، فمن حقّ كلّ فرد أن يتملّك، وفي الفترة التي يريدها، لكن تكمُن المشكلة في استخدام هذه الحريّات، فإذا تمّ استخدامها بشكل خاطئ وبدون ضوابط ستؤدّي إلى تراكُم الثروة في أيدي قلة من المجتمع، أمّا بالنسبة للفكر الماركسيّ فقد نظر إليه بعض المفكّرين على أنّ من عيوب الشيوعية هي ضياع الفرد فيها وغياب دوره لصالح الطبقة، فما هي وجهة نظر ماركس بالنسبة للفرد؟ المقصود بالفرد هو الشخصيّة المتفرّدة أي الإنسان، وقد رفض ماركس وانجلز الموقف التجريدي.[٨] إنّ الإنسان يعود دومًا إلى تشكيلة اجتماعيّة معيّنة تاريخيًّا وإلى طبقة وأمّة وجماعة عاملة معيّنة، فإنّ الإنتاج الاجتماعيّ الملموس والعلاقات الاقتصادية تولد أنواعًا اجتماعيّة من الأفراد مثل العبد ومالك العبيد والفلاح والإقطاعي والعامل والرأسماليّ والعلاقات الاجتماعية الطبقية والقومية، وغيرها الملازمة للمجتمع تُولد عن طريق جملة هذه العلاقات (الطبقة، الأمة. ..إلخ) سمات طبقيّة وقوميّة وغيرها من ثمار الفرد التي هي من مظاهر الحياة الاجتماعية في الطبقة العاملة، مثلًا تربّي في الفرد المنتمي إليها خصائص مثل: الوعي والتنظيم والانضباط والمبدئية والثوريّة وعدم التهاون مع الرأسمالية ومع الأيديولوجيا البرجوازية، إذًا ماهيّة الإنسان ليس تجريدًا يُلازم فردًا مُعيّنًا، فهي واقع مجموع لكلّ العلاقات الاجتماعية.[٩] إذا تعدّدت الفرديّات في المجتمع حسب تعدُّد الطبقات فيه والفرد العظيم حقًا: وهو ذلك الذي يسخّر كل حياته وكل أفعاله في تقدُّم المجتمع الذي يُناضل دون أن يكلّ وبقوّة في سبيل كل ما هو جديد, ويُساعد بلا كلل الطبقات التقدميّة في المجتمع على إقامة نظام اجتماعي تقدميّ، وتستنكر الأيديولوجية الاشتراكية عبادة الفرد, وتُسبّب أذى كبيرًا الحركة الشيوعية, وكان ماركس وإنجلز ولينين يُعارضون دائمًا عبادة الفرد ورفعوا أصواتهم ضدّ المبالغة في تقدير دور بعض القادة وضدّ إغراقهم في المديح والإطراء، وكان مُؤسّسو الماركسية اللينينية يعتقدون أنّ أسلوب القيادة الجماعية هو وحده القادر على تأمين ونجاح الحركة الثورية. [١٠] الفرق بين الرأسمالية من حيث تقسيم العمل تقسيم العمل قيمة أساسيّة لتقدُّم الإنتاج، وهو يصل إلى ذروة عالية في الصناعة الحديثة، حيث توقّف الإنتاج التعاونيّ على تقسيم العمل، وفي المجتمع الرأسماليّ بوجه خاص يكون الإنسان نفسه ينقسم في تقسيم العمل، كذلك فالمواهب الجسدية والذهنيّة الأخرى يُضحي بها من أجل تطوّر نشاط منفرد، وهذا يمثّل خضوع المنتجين لوسائل الإنتاج؛ لأنّه ليس المنتج هو الذي يسيطر على وسائل الإنتاج، وإنما وسائل الإنتاج هي التي تُسيطر على المنتِج، ويبدأ العامل في ظل الاشتراكية (التي ترسي الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج )الإحساس بأنه لم يعد خادمًا للآلة، وإنما أصبح هو سيدها فالآن سيطر المنتجون المتحدون على وسائل، ففي الإنتاج الاشتراكيّ يُخلق الإنسان من جديد للمجتمع الشيوعي.[١١] الفرق بين الرأسمالية والشيوعية من حيث النظر إلى الدين ما علاقة الشيوعية بالدين؟ وهل الشيوعيّون يُؤمنون بالله؟ للدّين وظيفة عامّة في الفكر الرأسماليّ والإقطاعيّ؛ فالكنيسة في العصور الوسطى مثلًا, جعلت لرجال الدين امتيازات كثيرة فيما يتعلّق بحقوق الملكية الخاصة، أمّا في العصر الحديث وعصور النهضة فتم تحجيم مكانة الكنيسة وأصبح التدُّين أمرًا فرديًّا وشخصيًّا، والغاية الكبرى لجميع الناس هي حسب جون لوك أنْ يتحدّوا في مجتمع الديمقراطيّة وهم يخضعون لحكومة تحافظ على ما يملكون، واتّساقًا مع هذه النظرية يُعلن لوك أن لا يُمكن للسلطة العليا أن تأخذ من أي شخص أيّ جزء من ملكيّته إلّا برضاه، والسلطة هنا هي ليست الكنيسة وإنّما يُقصد بها السلطة المدنيّة.[١٢] لكن التخوُّف يكون لاحقًا من اتّحاد سلطة أصحاب رؤوس الأموال مع السلطة الدينية، وهذا ما جعل الماركسيّين ينفرون من الدين, فهناك فئة معينة من مُلاك رؤوس الأموال والطبقات الاستغلالية التي كانت ولا تزال بحسب الفكر الماركسي تستخدم الدين كآداة للقهر الروحي وإخضاع الشغيلة لمصالحها، وتعزيز مكانتها في المجتمع، فما علاقة الشيوعية بالدين؟ إن الشيوعية والدين من الصعب أن يتقاطعان, وخاصّة أن الماركسية قامت على أساس منهج جدلي ذي رؤية مادية, فالدين انعكاس خيالي مقلوب للواقع، وكتب إنجلز يقول: إنّ الدين وأيّ دين، ما هو إلّا انعكاس خياليّ في أذهان الناس لتلك القوى الخارجية المُسيطرة عليهم في حياتهم اليومية، وهو انعكاس تتخّذ فيه القوى الأرضية شكل القوى اللّا أرضية [١٣] أمّا موقف الإسلام من الشيوعية فمن حيث المبدأ؛ فإنّ هناك قيمًا مشتركة مثل محاربة الاحتكار وتمركز الثروة، ولا يُمكن تقديم جواب واحد على سؤال بشأن الدور الاجتماعي للدين أو علاقة الشيوعية والدين، وعمّا إذا كان هذا الدور تقدميًّا أو رجعيًّا؛ ذلك لأنّ مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية تستخدمه لأغراضها السياسيّة، ولا يندر أن يحدث في التاريخ أنّ الدين بعينه يلعب دورًا مُتباينًا في المجتمع تِبعاً للطبقة التي تستخدمه.[١٤] الإسلام مثلًا تستخدم الجماهير الشعبيّة كسلاح فكريّ في النّضال ضدّ الرجعية، وتُؤكّد الماركسية على ضرورة النّضال المُشترك لجميع الشغّيلة المؤمنين وغير المؤمنين ضد الرجعية، وفي سبيل التجديد الثوريّ للعالم وليس من قبيل الصدفة إنّ بعض الأحزاب الشيوعية في البلدان النامية والتي ليست من الدول الشيوعيّة تُنظّم التعاون مع الجماهير المؤمنة في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد في سبيل السلام والديمقراطية والاشتراكية، فمن المُمكن اعتبار هذا بمثابة عامل مُشترك بين الشيوعيّة والإسلام.[١٥]

 

اسئلة متعلقة

...