ما هي تقاليد الزواج في اليونان
تقاليد الزواج إنَّ مصطلح التقاليد يعني الموروث الثقافي لفرد أو مجتمع أو قبيلة عن آبائه وأجداده سواء أكان هذا الموروث في العقائد أو السلوك أو المظاهر، ورغم ارتباط كلمتي العادات والتقاليد إلَّا أنَّ معنى العادات يختلف تمامًا عن معنى التقليد، حيث إنَّ العادات تعرَّف على أنَّها: الأمور المألوفة والتي اعتاد الفرد على فعلها والقيام بها دون جهد ولفترة زمنية معينة،[١] وتختلف تقاليد الزواج من بيئة إلى بيئة أخرى، وتتميز كلّ بلد عن الآخر بتقاليد خاصة به، فبعض البيئات والبلدان يحكمها الطابع الديني وبعضها الآخر يحكمها الطابع الاجتماعي،[٢] وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن تقاليد الزواج في اليونان. تقاليد الزواج في اليونان إنَّ الزواج في اليونان القديمة كانت مسؤولية اجتماعية أكثر من كونها علاقة شخصية، وقد كان الهدف من الزواج في اليونان هو التكاثر ويمكن القول بأنَّ من تقاليد الزواج في اليونان أنَّ أغلب الزيجات كانت تُرتّب عن طريق الأهل والوالدين وليكون هذا الزواج قانوني فلا بدّ من موافقة والد الفتاة أو الوصي عليها على زواجها، كما أنَّ أغلب اليونانيين القدامى كانوا يختارون فصل الشتاء للزواج؛ وذلك لأهميته عند هيرا والتي كانت باعتقادهم هي آلهة الزواج، كما أنَّ التعدد عند الإغريق لم يكن شائعًا ولم يكن من تقاليد الزواج عندهم،[٣] والزواج عندهم أمرٌ إلزامي حيث إنَّ العزوبية تُعدُّ جريمة، بالإضافة إلى أنَّ الزوج لا يتكلف مبالغ كبيرة، بل إنَّ الغريب في تقاليدهم أنَّ الزوجة هي من تقدِّم المهر للزوج وأهلها من يتكلفون بتجهيز بيت الزوجية، والأمر الطلوب من الرجل هو شراء خاتمي الزواج، وحذاء العروس وفستانها، بالإضافة إلى السرير، ومن تقاليد الزواج في اليونان أيضًا وضع حذاء العروس يوم الزفاف ليتمَّ وضع النقود والهدايا فيه، كما أنَّ والدة العريس تقوم بوضع طفلٍ ذكر على سرير العروسين ظنَّا منهم أنّ ذلك سيكون سببًا لإنجاب الذكر، ومن التقاليد الغريبة أيضًا أنَّ سيد البيت هو من يقوم بالضغط على قدم الآخر أولًا.[٤] الحب والزواج عند اليونان عرف اليونانيون الحب لكنَّه نادرًا ما يكون هذا الحب سببًا للزواج، حتَّى إنَّهم كانوا يسخرون ممن يقول: بأنَّ الحبّ سبيلٌ لاختيار الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح، وقد كان الزواج عند اليونان يعتمد على اختيار الأهل كما تمَّ ذكر ذلك سابقًا، كما أنَّ الاهتمام الأكبر في الزواج لم يكن للحبّ بل كان للبائنة التي كان يقوم والد الفتاة بتهيأتها لزواج ابنته، وتظهر أهمية هذه البائنة عند اليونانيون بأنَّها تقلل نسبة طلاق الزوجة من زوجها؛ وذلك لأنَّ بالفرقة تعود البائنة مع الزوجة؛ حيث إنَّها تُعدُّ ملكًا لها، وعلى هذا فيمكن القول أنَّ الزواج عند اليونان لم يكن مرتبطًا بالحب بل كان مرتبطًا برغبته في الحفاظ على نفسه وعلى دولته عن طريق زوجة جاءته ببائنة مناسبة، بالإضافة إلى إنجاب أطفال يردُّون عن روحه الشرور التي قد تصيب نفسه.[٥]