1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (370k نقاط)
 
أفضل إجابة

من هم الروهينجا

الأقليات الأقليات هي مجموعة متميزة ثقافيًّا أو دينيًّا أو عنصريًّا، تتعايش فيما بينها ومع غيرها، ولكنّها تخضع لمجموعة أكثر هيمنة، ومن وجهة نظر العلوم الاجتماعية، فإنّ التبعيّة هو السمة المميّزة الرئيسة لمجموعة الأقلية، ويعني ذلك أنّ وضع الأقلية لا يرتبط بالضرورة بالسكان، ففي بعض الحالات، قد يكون للأقليّات عدد سكان يزيد عن حجم المجموعة المهيمنة، كما كان الحال في جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري عام 1950-1991، وقد تلجأ المجموعة المهيمنة إلى القضاء على أقلية من المجتمع بالقوة؛ من طرد وعنف وتطهير عرقي وإبادة جماعية، وتعد أقلية الروهينجا من أحدث الأمثلة على هذا الاضطهاد، وقد أصبحت أخبارهم تنتشر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل، بعد أن كان الكثير يجهل من هم الروهينجا.[١] من هم الروهينجا الروهينجا مأخوذة من روهانج، اسم أراكان القديم، وتطلق على المواطنين الأصليين المسلمين في أراكان، التي تنحدر أصولهم من العرب والفرس والباتان و المنغول والمور والبنغال، ويشبه شعب الروهينجا شعوب القارة الهندية في صفاتهم الظاهريّة، وفي الوقت الحاضر، يمكن إجابة تساؤل من هم الروهينجا، بأنّهم شعوب هنديّة من ولاية راخين البورميّة -أراكان قديمًا-، التي تقع على الساحل الغربي، ويعمل الروهينجا في الزراعة والرعي، وبعضهم الآخر في التجارة والتعليم والمهن الأخرى، ويُمنع الروهينجا من الوظائف الحكوميّة بسبب التمييز العنصري التي تمارسه السلطة الحاكمة في ميانمار والسلطة البوذيّة، بالإضافة إلى الدراسة والعمل في مجالات الطب والهندسة والقانون.[٢] تعرّضت منطقة أراكان للعديد من الهجمات عبر التاريخ، فقد حكمها المغول، وتعرضت للغزو البورمي، الذي أدّى إلى هجرة الكثير من السكّان إلى مقاطعة شيتاكونغ المجاورة التّابعة للبنغال البريطاني، طلبًا لحماية الهند البريطانيّة، وبعد ذلك احتلّ البريطانيون أراكان، وبدأت هجرة الكثير من البنغال إليها، وأصبحت تحت إدارة شركة الهند الشرقيّة، ولأنّ أراكان تُعد من أقل المناطق سكّانًا في بورما؛ فقد أثّرت هذه الهجرة عليها بشكل كبير، لذا فقد شكّلت الحكومة البريطانيّة لجنة لدراسة هجرة المسلمين إلى ولاية راخين، خوفًا من العداء بين مسلمي الروهينجا والبوذيّين الراخين الذي يمكن أن يمتد لعقود كثيرة.[٢] أدّى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى إجبار الإنجليز على الانسحاب نهائيًّا من ميانمار، تاركين ورائهم فرااغًا في الحكم أدّى إلا اندلاع أعمال عنف كبيرة بين قرى الراخين البوذيّة والقرى الروهنجية المسلمة، وقد عبر الآلاف من الروهنجا الحدود في تلك الفترة إلى ولاية البنغال وإلى شيتاغونغ هربًا من العنف بعد المجازر المتكرّرة التي ارتكبها البورميّون والقوات اليابانيّة بحقهم.[٢] الجرائم ضد الروهينجا يعتمد المجلس العسكري في بورما لتعزيز حكمه اعتمادًا كبيرًا على القوميّة البورميّة والديانة البوذية، وتعرّض شعب الروهينجا على مدى العقود الماضية لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وللتطهير العرقي والمجازر والتهجير الجماعي إلى بنجلادش المجاورة، وحرمانهم من حق المواطنة، وشهد شمال ولاية راخين أعمال شغب سنة 2012 بعد أسابيع من الخلافات الطائفية التي أدانها معظم أتباع الطائفتين، ولا يعرف بالضبط ما هو السبب المباشر لتلك الأحداث، التي هي سلسلة من الصراعات التي لم تنقطع بين الراخين البوذيين والروهينجا المسلمين.[٢] حسب ما جاء تقرير لمنظّمة مراقبة حقوق الإنسان العالميّة لعام 2018، نزح أكثر من 30 ألف مدني بسبب القتال في ولايتي كاشين وشان، وتُركوا عرضة بشكل متزايد للقيود الحكومية المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، إذ بدأت الحملة العسكرية للتطهير العرقي في آب 2017، وأنكرت الحكومة الأدلّة الدامغة على الأعمال الوحشية، ورفضت السماح لمحققين مستقلين بالوصول إلى ولاية راخين، كما سجنت صحفيين محليين بسبب إبلاغهم عن الانتهاكات العسكرية، وعمدت إلى التكتم الإعلامي، وتقلّص الحيّز الديمقراطي، فساعد ذلك على تأخّر وصول أخبار المجازر إلى العالم، فلوقت ليس بالطويل لم يكن الأغلب يسمع عن الروهينجا أو يعرف من هم الروهينجا وما هي معاناتهم.[٣] لا يزال أكثر من 128 ألف مسلم من الروهينجا والكامان، في معسكرات الاعتقال في ولاية راخين منذ 2012، حيث حرموا ظلمًا من حريّتهم، كما بنت الحكومة مركزي استقبال ومخيم انتقالي محاطة بأسوار، للتعامل مع العائدين وإسكانهم، بناءً على اتفاقية تشرين الثاني 2017 مع بنغلادش، يتعرض فيها الروهينجيين للتعذيب ومحاولات ممنهجة لسلخهم عن العقيدة والثقافة الإسلاميّة.[٣]

 

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة

...