حبوب منع الحمل تعمل على إيقاف عملية الإباضة عن طريق إعطاء هرمونات الاستروجين والبروجيسترون بكميات وجرع بسيطة تساعد على تثبيط هرمونات الغدة النخامية وبذلك يتم إيقاف عملية نمو البويضات، ويتوفر العديد من أنواع حبوب منع الحمل يختلف فيها تركيز هرموني الاستروجين والبروجيسترون.
الحبوب المختلطة وتحتوي على الاستروجين (اثينيل استرايدول) وهرمون البروجيسترون بتفاوت جرعة الاستروجين بين 20-50 مايكرو جرام حيث تعتبر الحبوب التي تحتوي على تركيز قليل من هذا الهرمون أكثر أمانا حيث إن أكثر الأعراض الجانبية التي تؤثر على الشرايين والقلب تكون مرتبطة بهذا الهرمون.
أكد الباحثون أن تعاطي حبوب منع الحمل عن طريق الفم، خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من هرمون الاستروجين “50 ملجم”، تتسبب في زيادة الوزن. وأظهرت الدراسات أن السيدات اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل بنسب عالية أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بغيرهن.
لا يمكن أن ننكر أن الحبوب التى بها جرعات عالية من الأستروجين قد تسبب احتباس السوائل بالجسم وخاصة إذا كان كل فرص يحتوى على 50 ملليجرام من الأستروجين فأكثر.
فالجرعات العالية من الأستروجين تعمل على تحفيز بعض المواد داخل الكلية وخاصة مادة الرينين- أنجيوتنسين وهى المادة المسئولة عن احتباس المياه مما يسبب بدوره احتباس الصوديوم (الملح) الذى يؤدى فى النهاية إلى زيادة الوزن.
و قد كشفت الدراسات التى أجريت على حبوب منع الحمل وركزت على مستويات مختلفة من الأستروجين أن الأقراص التى تحتوى على أقل من 20 ملليجرام من الاستروجين تؤدى إلى انقاص الوزن بينما لا تؤثر الأقراص التى تحتوى على 30 ملليجرام على الوزن و لكن تؤدى تلك التى تحتوى على أكثر من 50 ملليجرام الى احتباس السوائل و بالتالى زيادة الوزن.
خلال السنوات الماضية ظهر العديد من حالات التأثير الإنعكاسى على مقاومة الأنسولين وخاصة مع استخدام تلك الأقراص القديمة ذات الجرعات العالية، وحتى الدراسات الحديثة أشارت الى أن الأقراص المتداولة حالياً قد تؤدى إلى ارتفاع مستويات الأنسولين. ومقاومة الأنسولين هى حالة ترتفع فيها مستويات الانسولين بسبب تناول النشويات فتتركز كل الطاقة فى الخلايا الدهنية مما يؤدى فى النهاية الى عدم فقدان الوزن حتى مع اتباع الحمية الغذائية.
وليست كل النساء عرضة لمقاومة الانسولين وبالتالى ليست كلهن عرضة لاكتساب الوزن مع استخدام موانع الحمل التى تؤخذ عن طريق الفم.
فأولئك اللاتى لديهن قابلية لحدوث خلل فى أيض الجلوكوز فى اجسادهن هن اللاتى يكن عرضة فى المقام الأول لزيادة أوزانهن. لذا فعلى أية سيدة تلاحظ أنها تكتسب وزناً بعد الانتظام على تناول أحد موانع الحمل الفموية – ومع غياب أية تفسيرات أخرى لتلك الزيادة – أن تخضع للفحوصات لتحديد ما إذا كانت تعانى من مقاومة الأنسولين أم لا.
فإذا كنت منتظمة على تناول حبوب منع الحمل و لاحظت زيادة فى الوزن أكثر من 5% من وزن الجسم، فقد يكون ذلك بسبب استجابة جسمك لمقاومة الأنسولين أو حدوث خلل فى أيض الجلوكوز وعليك أن تستشيرى طبيبك لتحديد حمية غذائية منخفضة النشويات لأن تناول أية وجبة تحتوى على كمية كبيرة من السكريات سوف تحبط كل جهودك للتحكم فى الوزن.