لمعرفة حكم التسمية باسم ملاك لا بدّ من العودة إلى أقوال أهل العلم، والحقيقة أنّهم اختلفوا بشأن هذا الاسم فقال البعض بجواز التسمية به وصحّة إطلاقه على المواليد الإناث، وقال آخرون بحرمة تسمية البنات باسم ملاك وعدم جواز ذلك، ولكلّ فريق من منهم أسبابه وأدلّته، وممّن تبنّى القول بحرمة التسمية باسم ملاك الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله- حيث قال في كتابه المسمّى المناهي اللفظية: “أما تسمية النساء بأسماء الملائكة: فظاهر الحرمة، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وقريب من هذا تسمية البنت: ملاك، ملَكة، وملَك”.
أمّا القول الثاني في حكم التسمية باسم ملاك فهو الجواز، ومن القائلين بهذا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حيث قال في تعليقه على كتاب زاد المعاد بأنّ التسمية بأفنان وملاك وجبريل لا شيء فيها، وهذا يدلّ على جواز التسمية بهذا الاسم عنده، بالإضافة إلى أنّ الأصل في الأسماء الجواز ولكنّ البعض قد يقول بجواز التسمية به ولكنّه يرى أنّ ترك التسمية باسم ملاك أولى، خروجًا من دائر الخلاف، في حين يرى آخرون أنّه ليس هناك أيّ سبب لتحريم اسم ملاك، لأنّ اسم ملاك لا يعني فقط الواحد من الملائكة بل يدلّ أيضًا على قوام الأمر كما تمّ بيانه، ولأنّ الأسماء التي يدلّ ظاهرها على التزكية تجوز إذا لم يكن القصد من التسمية هو التزكية، كالتسمية باسم صالح، كما أنّ النهي جاء في تسمية الملائكة بأسماء الإناث وليس العكس، والله تعالى أعلم.